عاجل: #الذهب مابين المطرقة والسندان هل حان وقت الشراء ام البيع ؟

تحليل شامل لتوجهات الذهب الفنية والاقتصادية والجيوسياسية – الثلاثاء 15 أبريل 2025


إعداد: الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني

أولاً: المشهد الجيوسياسي والاقتصادي

تخلو جلسة الثلاثاء من بيانات اقتصادية محورية، في حين تتجه الأنظار إلى جلسة الأربعاء التي ستشهد صدور مؤشرات تضخم هامة، تُمثل استكمالاً لبيانات الأسعار القياسية. وحتى حينه، تبقى الأحداث الجيوسياسية هي المحرّك الرئيسي للأسواق، وسط تصاعد حدة التصريحات من الجانب الأمريكي بشأن فرض تعريفات جمركية إضافية، لا سيما على الأدوية المستوردة.

وقد شملت التصريحات هجمات لفظية على الاتحاد الأوروبي، إلى جانب تشديد الموقف من إيران، في إطار ما يبدو أنه تصعيد ممنهج يعكس توجهاً نحو سياسة حمائية أكثر صرامة.

التحليل والتأثير المتوقع:

استمرار التوترات التجارية وفرض الرسوم الجمركية يعزز من احتمالية صعود الذهب بوصفه ملاذاً آمناً، بينما قد تؤدي تهدئة الأوضاع إلى تقليص الزخم الصاعد مؤقتاً، مع احتمالات لتصحيحات فنية طفيفة دون المساس بالاتجاه العام.

⸻

ثانياً: التحليل الفني للذهب

بعد تسجيله قمماً تاريخية، تراجع الذهب دون مستوى الإغلاق السابق ليستقر حالياً دون 3260 دولاراً للأونصة. إلا أن هذا التراجع لا يُصنَّف كتحول هبوطي، بل يأتي في سياق حركة تصحيحية صحية ضمن مسار صاعد مستقر.

أهم المستويات الفنية:
• الدعم الرئيسي: 3100 دولار للأونصة – يعتبر حاجز الأمان، وأي بقاء أعلى هذا المستوى يُبقي النظرة الإيجابية قائمة.
• المقاومة المفصلية: 3260 دولار – تجاوزها قد يُشعل موجة صعود جديدة نحو 3320 ثم 3400 دولار.

الاستنتاج:

جميع المؤشرات الفنية لا تزال تعزز السيناريو الصاعد، والتراجعات الحالية تدخل ضمن نطاق التجميع وبناء الزخم.

⸻

ثالثاً: الفرص المتاحة للمضاربين والمستثمرين

1. للمتداولين على المنصات:
• فرصة شرائية قصيرة الأجل تظهر على فاصل 15 دقيقة بشرط اختراق مستوى 3240 دولار بثبات.
• الأهداف المتوقعة: 3300 – 3350 دولار للأونصة.
• إلغاء السيناريو: بكسر مستوى 3175 دولار والعودة دونه.

2. للمستثمرين على المدى الطويل (سبائك ذهب):

الشراء من المستويات الحالية يعد خياراً استراتيجياً لحفظ القيمة، خصوصاً أن الذهب حافظ على اتجاهه الصاعد عبر العصور، ومن المرجّح أن يواصل الأداء الجيد في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي.

3. للمشترين على المدى القصير أو لأغراض الادخار:

كل تراجع في الأسعار، طالما أنه فوق 3100 دولار، يمثل فرصة للشراء، مع أهمية توزيع المراكز وعدم المغامرة بدخول كامل الكمية دفعة واحدة.

4. لمن يسأل عن التوقيت المناسب للبيع:
• في حال انتهاء دورة الاستثمار: يُفضّل جني الأرباح وانتظار مستويات أكثر ملاءمة.
• في حال الحاجة النقدية: يُنصح ببيع جزء من الذهب فقط لتلبية الحاجة، والاحتفاظ بالباقي كتحوّط طويل الأجل.

⸻

خلاصة وتوصيات

ما تزال النظرة العامة للذهب إيجابية على المدى المتوسط والطويل، مع إمكانية تسجيل قمم سعرية جديدة إذا نجح السعر بتجاوز الحاجز المحوري عند 3260 دولار للأونصة. وتبقى فرص الشراء قائمة عند أي تراجع بشرط الثبات فوق 3100 دولار.

في ظل هذا المشهد، ننصح المستثمرين بتقييم مواقعهم وفقاً للآفاق الزمنية التي يتبعونها، والحرص على توزيع القرارات بين الحذر من التصحيحات والاقتناص الذكي للفرص.