هيمنة FICO: تحديات في سوق الائتمان؟على مدى عقود، حافظت شركة فير إيزاك (FICO) على هيمنة لا مثيل لها في نظام الائتمان الأمريكي. فقد أصبحت "درجات FICO" المعيار الأساسي لتقييم الأهلية الائتمانية، حيث شكلت الأساس لمعظم الرهون العقارية، القروض، وبطاقات الائتمان. وقد تعززت هذه الهيمنة من خلال نموذج عمل مربح للغاية. فقد دفعت مكاتب الائتمان الثلاثة الكبرى—إكويفاكس، إكسبيريان، وترانس يونيون—رسوماً لشركة FICO مقابل تراخيص مستقلة، مما أدى إلى تحقيق نسبة كبيرة من الإيرادات لكل استعلام، وأسس احتكاراً يبدو قوياً.
لكن هذه الهيمنة الطويلة تواجه الآن تحديات غير مسبوقة. فقد أشار مدير وكالة تمويل الإسكان الفيدرالية (FHFA)، بيل بولت، مؤخرًا إلى إمكانية اعتماد نموذج "اثنين من ثلاثة" لمكاتب الائتمان. هذا التغيير التقني، الذي قد يبدو بسيطًا، يحمل آثارًا عميقة، إذ قد يجعل أحد تراخيص FICO الثلاثة زائدًا عن الحاجة، مما قد يؤدي إلى خسارة تصل إلى 33% من إيراداتها المربحة. كما انتقد بولت علنًا زيادة FICO الأخيرة في رسوم تقييم الرهن العقاري بنسبة 41%، مما ساهم في تراجع حاد في سعر سهم الشركة وأثار تدقيقًا تنظيميًا أوسع بشأن ممارساتها الاحتكارية المحتملة.
يمتد هذا الضغط التنظيمي إلى ما هو أبعد من الإيرادات المباشرة لـ FICO، مشيرًا إلى إمكانية تفكيك أوسع لاحتكار الائتمان التقليدي. فقد تمهد إجراءات FHFA الطريق لنماذج بديلة لتقييم الائتمان، مثل VantageScore، وتشجع الابتكار من شركات التكنولوجيا المالية ومصادر البيانات الأخرى. هذا التنافس المتزايد يهدد بإعادة تشكيل مشهد تقييم الائتمان، وربما يؤدي إلى سوق أكثر تنوعًا وتنافسية، مما يقلل من هيمنة FICO التقليدية.
على الرغم من هذه التحديات الكبيرة، لا تزال FICO تحتفظ بقوة مالية كبيرة، مع هوامش ربح مرتفعة ونمو قوي في الإيرادات، خاصة في قطاع الدرجات. كما يُعد قطاع البرمجيات لديها، الذي يقدم منصة ذكاء اتخاذ القرار، فرصة نمو مهمة مع توقعات بزيادة الإيرادات المتكررة السنوية. وبينما تواجه FICO هذه المرحلة المحورية من التدقيق التنظيمي والتنافس الناشئ، ستكون قدرتها على التكيف والاستفادة من تنوع أعمالها حاسمة في تحديد مستقبلها ضمن سوق الائتمان الأمريكي المتغير.