الاستقرار العالمي وعاصفة الين: تحدٍ مالي؟شهد زوج العملات الدولار/الين (USD/JPY) ارتفاعًا ملحوظًا مؤخرًا، مما دفع الين الياباني إلى أدنى مستوياته مقابل الدولار الأمريكي خلال شهر. يعزى هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى تحسن كبير في ثقة المستثمرين العالمية، بعد التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين. يهدف الاتفاق إلى تقليص العجز التجاري الأمريكي، مما عزز تفاؤل الأسواق وقلل من جاذبية الين كملاذ آمن. كما دعم قوة الدولار موقف الاحتياطي الفيدرالي المتشدد، الذي أكد عدم وجود خطط فورية لخفض أسعار الفائدة. هذا الموقف زاد من جاذبية الأصول المقومة بالدولار، خاصة مع تراجع المخاوف من ركود اقتصادي أمريكي.
في المقابل، يواجه الين ضغوطًا اقتصادية داخلية كبيرة في اليابان. فقد وصل الدين العام إلى مستويات غير مسبوقة، مدفوعًا بزيادة الإنفاق الدفاعي وتكاليف الرعاية الاجتماعية الناتجة عن شيخوخة السكان. كما تزيد إعانات الطاقة الحكومية والحاجة إلى إصدار سندات جديدة لتغطية النفقات المتزايدة من هذا الضغط المالي. يشكل هذا الواقع الداخلي الصعب تباينًا واضحًا مع سياسة الاحتياطي الفيدرالي، مما يوسع الفارق بين السياسات النقدية لصالح الدولار عبر تفاوت العائدات، رغم حذر بنك اليابان من تعديل أسعار الفائدة.
علاوة على ذلك، ساهم تراجع التوترات الجيوسياسية العالمية في الابتعاد عن العملات الآمنة. فقد عززت اتفاقات وقف إطلاق النار الأخيرة وآفاق الحوار الدبلوماسي في مناطق النزاع بيئة "زيادة الإقبال على المخاطرة" في الأسواق المالية. يقلل هذا التوجه من الطلب على الين الياباني، مما يعزز تأثير العوامل الاقتصادية الأساسية وتباين السياسات النقدية على سعر صرف الدولار/الين. يبقى مسار هذا الزوج مرتبطًا بتطورات الأوضاع العالمية، والبيانات الاقتصادية المقبلة، وتوجهات البنوك المركزية.