النفط يتراجع هامشيا فقط بتعاملات اليوم، فما السبب؟
شهدت أسعار النفط تراجعا هامشيا خلال تداولات يوم الخميس، لتضع عقود الخام المكابح على خسائرها الحادة التي تكبدتها على مدار الجلسات الثلاثة الماضية، مع ترقب مستثمري سوق النفط صدور بيانات التضخم الأمريكية بوقت لاحق من اليوم.أسعار النفط الآن
تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت بنحو 0.46% لتصل إلى 92.23 دولارا للبرميل، كما انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 0.58% لتسجل 85.35 دولار للبرميل.أبرز العوامل التي أثرت على تحركات أسعار النفط
تكبدت عقود النفط الخام خسائرا فادحة على مدار الثلاث جلسات الماضية، حيث سيطر التشاؤم على معنويات المستثمرين حيال تراجع الطلب على النفط الخام بفعل توسع السلطات الصينية في إجراءات الإغلاق الوبائية الصارمة ببعض المقاطعات الحيوية من الجمهورية الشعبية بعدما سجلت البلاد أعلى معدل يومي للإصابات منذ عدة أشهر، وهو ما دفع عقود النفط نحو التراجع بشكل حاد خلال هذا الأسبوع، لتمحو أغلب مكاسبها من الأسبوع السابق.
وأبلغت مقاطعة جوانجتشو الصينية – التي تعد مركزا صناعيا هاما ويبلغ عدد سكانها 19 مليون نسمة - يوم الخميس عن أكثر من 2000 حالة جديدة، وهو اليوم الثالث الذي يرتفع فيه العدد فوق هذا المستوى، في أسوأ انتشار للفيروس تشهده المدينة حتى الآن.
وأغلقت السلطات مناطق حيوية بالمقاطعة، كما طلبت من ملايين السكان إجراء اختبار كوفيد-19 منذ أمس، بعدما وصلت الحالات المحلية في الصين كلها إلى أعلى مستوياتها منذ 30 أبريل.
وكانت أسعار النفط قد شهدت استقرارا نسبيا بالتعاملات المبكرة اليوم، وسط ترقب المستثمرين صدور بيانات التضخم الأمريكية، التي قد تعطي المزيد من الإشارات حول حجم حركة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي القادمة بشأن رفعه لأسعار الفائدة.
وتسيطر على المستثمرين مخاوف كبيرة من أن استمرار التضخم المرتفع وعدم تباطؤه قد يدفع الفيدرالي الأمريكي نحو استمرار تشديد السياسة النقدية بوتيرة قوية، دافعا الاقتصاد نحو الركود لتحقيق استقرار الأسعار، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع حاد بحجم الطلب على النفط عالميا.
وعلى الجانب الآخر، قد يؤدي تباطؤ بيانات التضخم لتقديم الدعم لأسعار النفط ، حيث أن هذا قد يدفع الفيدرالي الأمريكي نحو خفض حجم الزيادات المخطط لها في أسعار الفائدة، والتي قد تحد من التداعيات الاقتصادية وتؤدي لنمو الطلب على النفط الخام.
هذا وقد أوضحت البيانات الرسمية الصادرة أمس عن وزارة الطاقة الأمريكية ارتفاعا حادا بمخزونات النفط الأمريكية، بما يعكس تباطؤ كبير في حجم الطلب على النفط خلال الأسبوع الماضي، حيث ارتفعت المخزونات بواقع 3.9 مليون برميل، وهو أعلى مستوياتها منذ يوليو 2021.
ومع ذلك، فقد تراجعت مخزونات البنزين بمقدار 900 ألف برميل إلى أدنى مستوياتها منذ نوفمبر 2014، وانخفضت مخزونات نواتج التقطير بنحو 500 ألف برميل.
ورغم هذا، إلا أن مخاوف نقص المعروض بالفترة القادمة مع دخول قرار الاتحاد الأوروبي بحظر وارداته البحرية من النفط الروسي حيز التنفيذ، استمرت بتقديم بعض الدعم لأسعار النفط ، مانعة إياها من الهبوط بشكل حاد.توقعات المحللين لتحركات أسعار النفط
كتب المحلل في بنك الكومنولث الاسترالي فيفيك دار في مذكرة أن النفط سيتعافى على الأرجح من الاتجاه الهبوطي الذي سيطر عليه منذ بداية الأسبوع، وتوقع ارتفاع أسعار النفط ليسجل سعر خام برنت في المتوسط خلال الربع الرابع حوالي 95 دولارا للبرميل، حيث سيصبح هناك نقصا بالمعروض من الخام بأسواق النفط العالمية.