ArgaamArgaam

‏ما تأثير الاحتجاجات على عمليات الإغلاق المتعلقة بالوباء في الصين على الاقتصاد والأسواق؟

انتشرت الاحتجاجات ضد لوائح "كوفيد -19" الصارمة في جميع أنحاء الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وتعد المظاهرات ضد الرئيس الصيني "شي جين بينغ" وسياسة "صفر كوفيد" حالة نادرة للغاية من العصيان المدني داخل البلاد.

وفي حين أن الاحتجاجات تمثل تحديًا غير مسبوق للزعيم الصيني، إلا أنها تحمل أيضًا تداعيات على الاقتصاد والسوق، وظهر ذلك بوضوح خلال تعاملات الأسبوع الجاري.

التداعيات على السوق والاقتصاد

- انخفضت أسعار النفط في تعاملات الإثنين وسجلت أدنى مستوياتها خلال عام 2022، ويرجع ذلك إلى شعور المستثمرين بالقلق من أن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس "كوفيد-19" والاحتجاجات في الصين قد يضعف الطلب من قبل أحد أكبر مستهلكي النفط في العالم.

- كما تأثرت أسهم الشركات التي تعتمد على الصين في الإنتاج، حيث تراجع سهم "آبل" بعد التقارير التي تفيد بأن الاضطرابات في أحد مصانعها قد تؤدي إلى تقليل 6 ملايين من إنتاج أجهزة "آيفون برو" هذا العام.

سياسة "صفر كوفيد"

- قال "كريستوفر سمارت" كبير الاستراتيجيين العالميين لدى "بارينج": مع الانتشار السريع لحالات "كوفيد-19"، من الصعب تصور رفع واسع النطاق للقيود الذي من شأنه تعزيز التوقعات الاقتصادية للبلاد للعام المقبل بشكل كبير.

- وأضاف: على أي حال، سيؤدي استمرار حالة عدم اليقين بشأن سياسة الأوبئة إلى مزيد من الضغوط على سلاسل التوريد العالمية وإبقاء الأسعار أعلى مما كانت ستكون عليه لولا ذلك.

- على جانب آخر، فإن أي تحرك لتخفيف السياسة الصارمة من المرجح أن يزيد من حركة التنقل المقيدة حاليًا بسياسات الإغلاق في المدن الكبرى بما في ذلك بكين، وهذا يعني زيادة الطلب على النفط مع ارتفاع عدد السيارات التي يقودها الناس.

- وفي نوفمبر، خففت بكين بعض القيود المتعلقة بـ"كوفيد-19"، مما أثار الآمال في إعادة فتح الاقتصاد بالكامل قريبًا، لكن الحكومات المحلية شددت القيود مرة أخرى مع ارتفاع الحالات.

- ولا يبدو أن هذه السياسة تعمل على الحد من انتشار، حيث سجلت الحالات مستويات عالية قياسية، في ظل معدل التطعيم المنخفض في الصين واللقاحات غير الفعالة نسبيًا والشيخوخة السكانية.

- وأعلنت الحكومة الصينية الثلاثاء "خطة عمل" لرفع معدلات التطعيم بين كبار السن من أجل الحد من أعداد الإصابات والوفيات.

ماذا بعد؟

- بدت الاحتجاجات في البداية مركزة على قيود الوباء، ولكن يبدو الآن أنها تحمل مطالب أوسع للإصلاح السياسي، فقد أصبحت الأوراق التي يحملها المتظاهرون في شنغهاي تركز على أهداف أوسع وتناهض الحكومة الحالية.

- ويقول الأشخاص الخاضعون لعمليات الإغلاق إنهم يكافحون للعثور على الطعام والضروريات الأخرى، مع تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع البطالة نتيجة الإغلاق.

- كما تراقب الشركات التي تمارس أنشطة تجارية في الصين عن كثب أي أدلة حول ما قد يحمله المستقبل، وتفكر أيضًا في نقل الإنتاج بعيدًا عن البلاد على المدى الطويل، ولقد حولت "آبل" بالفعل بعض عمليات التصنيع إلى الهند.

- ويقف مسؤولو الحكومة الصينية في موضع حرج، فهم لا يريدون إنهاء سياستهم الخاصة بمكافحة المرض، لكنهم يريدون أيضًا ضمان عدم نمو الاضطرابات السياسية.

المصدر: بلومبرج - سي إن إن