تحليل الذهب – الثلاثاء 1 مارس 2025

تحليل الذهب – الثلاثاء 1 مارس 2025

إعداد: محمد قيس عبدالغني

شهدت أسعار الذهب خلال الجلسات الأخيرة تذبذبًا ملحوظًا، متأثرةً بعوامل اقتصادية وجيوسياسية متداخلة، مما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق. في هذا التقرير، سنناقش أهم الأحداث الاقتصادية التي تؤثر على المعدن النفيس، بالإضافة إلى تحليل فني لمستويات الأسعار الحالية والتوقعات القادمة.

العوامل الاقتصادية المؤثرة على الذهب

يترقب المستثمرون في الأسواق المالية صدور تقرير فرص العمل في الولايات المتحدة، والمقرر إصداره عند الساعة الخامسة مساءً بتوقيت مكة المكرمة. يُعد هذا التقرير من المؤشرات المهمة التي تعكس مدى قوة سوق العمل الأمريكي، مما يجعله عاملًا رئيسيًا في توجيه سياسات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة.
• إذا جاءت البيانات أقوى من المتوقع، فقد يؤدي ذلك إلى دعم الدولار، مما قد يشكل ضغطًا هبوطيًا على الذهب.
• أما إذا أظهرت البيانات تراجعًا في فرص العمل، فقد يزيد ذلك من احتمالات تخفيف الفيدرالي الأمريكي لسياسته النقدية، مما يدعم أسعار الذهب نتيجة تراجع جاذبية الدولار والعوائد على السندات.

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على الأسواق

على الصعيد الجيوسياسي، لا تزال الأسواق تعيش حالة من التقلب بسبب تصريحات صادرة عن الإدارة الأمريكية، والتي حملت نبرة تصعيدية في بعض الملفات السياسية والاقتصادية، ما أدى إلى ارتفاع المخاوف من انعكاس هذه السياسات على الأسواق المالية.

هذه التصريحات أثارت قلق المستثمرين، ودفعت بعضهم إلى التحوط من خلال زيادة الطلب على الأصول الآمنة، وعلى رأسها الذهب. ومع تصاعد هذه التوترات، من المرجح أن يستمر تأثيرها في دعم المعدن النفيس خلال الفترة المقبلة.

التحليل الفني لحركة الذهب

من الناحية الفنية، لا يزال الاتجاه العام للذهب صاعدًا، رغم التراجعات الأخيرة التي تُعد تصحيحات طبيعية ضمن موجة الصعود.
• المستوى المحوري: 2880 دولار للأونصة.
• الاتجاه العام: صاعد، طالما حافظت الأسعار على التداول أعلى هذا المستوى.
• في حال استمر الثبات أعلى 2880 دولار، فقد نشهد عودة الأسعار إلى مستويات 2909 دولار، ثم 2930 دولار، مع إمكانية استهداف 2970 دولار إذا استمرت القوة الشرائية في السيطرة.
• أما في حال كسر مستوى 2880 دولار والاستقرار دونه، فقد يؤدي ذلك إلى تصحيحات أعمق نحو 2840 دولار وربما 2800 دولار.

الفرص المتاحة للمتداولين والمستثمرين

المتداولون على المنصات:
• هناك فرصة شرائية قد تتأكد في حال اختراق مستوى 2900 دولار للأونصة على الإطار الزمني 15 دقيقة، مما قد يدفع الأسعار نحو 2915 – 2930 دولار.
• تُلغى هذه الفرصة إذا عادت الأسعار للهبوط أسفل 2880 دولار.

المستثمرون في الذهب الفعلي:
• للمستثمرين على المدى الطويل (7 – 10 سنوات): لا يزال الذهب خيارًا استثماريًا قويًا، حيث أن تاريخه في الحفاظ على القيمة يجعله ملاذًا آمنًا ضد التضخم، خاصة في ظل التوترات الاقتصادية العالمية.
• للمستثمرين قصيري الأجل: طالما أن الأسعار مستقرة أعلى 2880 دولار، فإن الشراء قد يكون خيارًا مناسبًا، مع استهداف مستويات 2909 – 2930 دولار.
• في حال كسر مستوى 2880 دولار، قد يكون من الأفضل انتظار فرص شراء جديدة عند مستويات أقل.

هل حان وقت بيع الذهب؟
• إذا كنت مستثمرًا وشارفت دورة استثمارك على الانتهاء، فقد يكون جني الأرباح منطقيًا عند المستويات الحالية، خاصة أن الذهب يتداول بالقرب من مستويات تاريخية مرتفعة.
• إذا كنت بحاجة إلى سيولة نقدية، فمن الأفضل بيع الكمية التي تحتاجها فقط، دون التفريط بكامل الكمية.
• إذا لم تكن بحاجة إلى السيولة، فإن الاحتفاظ بالذهب قد يكون الخيار الأفضل، خاصة في ظل استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق.

الخلاصة

يستمر الذهب في التحرك ضمن نطاق صاعد، حيث يعتمد الاتجاه المستقبلي على قدرة الأسعار على الثبات أعلى 2880 دولار. ومع استمرار التوترات الجيوسياسية المرتبطة بتصريحات الإدارة الأمريكية، بالإضافة إلى ترقب بيانات سوق العمل الأمريكي، من المتوقع أن تظل الأسواق متقلبة خلال الجلسات القادمة. لذلك، يُنصح المستثمرون والمتداولون بمراقبة المستويات الفنية الرئيسية والتعامل مع السوق بحذر وفقًا لمبادئ إدارة المخاطر السليمة.