شهد الذهب تراجعًا حادًا في الأيام الأخيرة، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه مجرد فرصة لإعادة الدخول في اتجاه صعودي قوي، أم بداية تحول أعمق. دعونا نلقي نظرة على العوامل المؤثرة وراء هذا التراجع، ونستعرض المؤشرات الفنية الرئيسية وعلامات التحذير التي قد تساعدنا في فهم تراجع الذهب.
قوة الدولار تضغط على الذهب
منذ إعادة انتخاب دونالد ترامب الأسبوع الماضي، ارتفع الدولار بشكل ملحوظ، مما زاد من الضغوط على أسعار الذهب. فمع صعود الدولار بنسبة 0.5% ليصل إلى أعلى مستوياته منذ أوائل يوليو، أصبحت الأصول غير المقومة بالدولار، مثل الذهب، أقل جاذبية للمشترين. بعد فوز ترامب، استمر الدولار في الارتفاع على خلفية توقعات بفرض رسوم جمركية جديدة وإمكانية استمرار السياسة المالية التي قد تضغط على التضخم، مما يقلل من الحاجة إلى تخفيضات إضافية من الاحتياطي الفيدرالي. في السابق، كانت احتمالات خفض الفائدة في ديسمبر تصل إلى 80%، لكنها انخفضت الآن إلى حوالي 65% مع تغير النظرة للسياسة النقدية بسبب قوة الدولار.
ترجمت هذه التغيرات إلى خسارة الذهب لأكثر من 6% خلال تسع جلسات تداول فقط. بالنسبة للمتداولين، قد يمثل هذا التراجع فرصة إستراتيجية ضمن الاتجاه الصعودي للذهب على المدى الطويل، طالما أن مستويات الدعم الرئيسية لا تزال ثابتة. دعونا نستعرض المؤشرات التي قد تساعد في تحديد المناطق التي يمكن أن يبدأ المشترون في التدخل عندها.
ثلاثة مؤشرات لتحديد توقيت تراجع الذهب
في التحليل الفني، يمكن أن تشكل التراجعات ضمن اتجاه معين نقاط إعادة دخول، لكن الهدف هو تحديد المناطق ذات احتمالية الدعم الأكبر. عندما تتطابق عدة مؤشرات، فإنها تشكل مناطق تآزر، وغالبًا ما تكون هذه المناطق بمثابة مستويات دعم أو مقاومة قوية. بالنسبة للذهب، تبرز ثلاثة مؤشرات رئيسية على الرسم البياني اليومي: مستويات الدعم الأفقية، المتوسطات المتحركة البسيطة (MAs)، ومتوسط السعر المرجح بالحجم.
1. الدعم الأفقي: تحدد مستويات الدعم الأفقية المناطق التي شهدت اهتمامًا شرائيًا كبيرًا في الماضي ورفعت الأسعار. جاء أول اختبار للذهب مع تراجعه إلى ما دون المتوسط المتحرك لـ50 يومًا، مقتربًا من قيعان أكتوبر. ومع ذلك، فإن هذه المنطقة لا تتطابق بشكل مثالي مع المؤشرات الأخرى، مما يقلل من احتمالية ارتداد قوي عند هذا المستوى.
2. المتوسطات المتحركة البسيطة: لعب المتوسط المتحرك لـ50 يومًا و200 يوم دورًا هامًا في الاتجاه الصعودي للذهب لعام 2024. ظل المتوسط المتحرك لـ50 يومًا فوق المتوسط المتحرك لـ200 يوم منذ يناير، مما يعزز الزخم الصعودي. وبينما اخترق التراجع الأخير المتوسط المتحرك لـ50 يومًا، فإن المستوى الرئيسي التالي يتمحور حول المتوسط المتحرك لـ200 يوم، الذي يُعد منطقة دعم كلاسيكية طويلة الأمد.
3. متوسط السعر المرجح بالحجم: يساعد متوسط السعر المرجح بالحجم المربوطة في تحديد مناطق القيمة العادلة من خلال ربط السعر بفترات أو أحداث هامة.
الرسم البياني للشموع على أساس يوم واحد للذهب الأداء السابق ليس مؤشراً موثوقاً للنتائج المستقبلية
علامات يجب الانتباه لها
رغم أن مناطق التآزر هذه قد تشكل نقاط دخول محتملة، إلا أن هناك علامات تحذير يجب الانتباه لها والتي قد تشير إلى تحول أعمق في اتجاه الذهب. أولاً، تسارع الزخم الهبوطي؛ فإذا استمر تسارع الحركة نحو الأسفل، فقد يشير ذلك إلى هيمنة البائعين على المشترين، مما يقلل من احتمالية حدوث ارتداد قوي.
علامة تحذير أخرى هي تحول مستويات الدعم القوية السابقة إلى مقاومة. فإذا كسر الذهب منطقة التآزر، ثم عاد ليواجه صعوبة عند تلك المستويات التي كانت تشكل دعماً سابقاً، فقد يؤكد هذا التحول الزخم الهبوطي، مما يزيد من مخاطر حدوث تراجع أعمق.
في الختام، بينما أوصل التراجع الأخير للذهب إلى مناطق دعم محتملة، سيحتاج المتداولون إلى متابعة هذه العلامات التحذيرية عن كثب لتقييم ما إذا كان الاتجاه الصعودي سيستمر. ومع استيعاب السوق للبيانات الاقتصادية الجديدة وإشارات الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، ستصبح هذه المستويات حاسمة لتحديد ما إذا كان هذا التراجع يمثل فرصة للشراء أو بداية لتحول أعمق في الاتجاه.
إخلاء المسؤولية: ان هذا المقال هو لأغراض تعليمية فقط. لا تشكل المعلومات المقدمة نصيحة استثمارية ولا تأخذ في الاعتبار الظروف المالية الفردية أو أهداف أي مستثمر. أي معلومات قد يتم تقديمها فيما يتعلق بالأداء السابق ليست مؤشرًا موثوقًا به للنتائج أو الأداء المستقبلي.
إن 71%–82.67% من حسابات المستثمرين الأفراد تخسر الأموال عند تداول العقود مقابل الفروقات مع كابيتال دوت كوم غروب. يجب أن تفكر مليّاً فيما إذا كنت تفهم آلية عمل العقود مقابل الفروقات وما إذا كان بإمكانك تحمل المخاطر العاليّة المتمثلة في خسارة أموالك.
لا يُقصد بالمعلومات والمنشورات أن تكون، أو تشكل، أي نصيحة مالية أو استثمارية أو تجارية أو أنواع أخرى من النصائح أو التوصيات المقدمة أو المعتمدة من TradingView. اقرأ المزيد في شروط الاستخدام.