الذهب يستعيد بريقه من جديد وسط انقسام الفدرالي

أنهت أسعار الذهب تعاملات الأسبوع الماضي عند مستوى 1516 دولار لأونصة. لتنجح في تحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 1.38% بعد أن تعرضت للضغط على مدى الثلاث أسابيع السابقة.

جاءت مكاسب أسعار الذهب بعد أن قال الرئيس دونالد ترامب يوم الجمعة إنه لا يعتقد أنه بحاجة إلى إبرام صفقة تجارية مع الصين قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2020. “لا، لا أعتقد أنني بحاجة إليها قبل الانتخابات”.

كما قال ترامب إنه لا يريد “صفقة جزئية” مع بكين، مبتعدًا عن اقتراحه الأسبوع الماضي بأنه سيفكر في “صفقة مؤقتة”.

ذكرت وكالة رويترز يوم الجمعة “إن مسؤولي الزراعة الصينيين الذين كان من المقرر أن يزوروا الولايات المتحدة الزراعية الأسبوع المقبل قد ألغوا رحلتهم إلى مونتانا حيث سيعود المسؤولون إلى الصين في وقت أقرب مما كان محددًا في البداية”. وجاء الإلغاء في الوقت الذي عقدت فيه محادثات تجارية أمريكية-صينية في واشنطن، حيث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يريد صفقة تجارية كاملة مع الدولة الآسيوية، وليس مجرد اتفاق مع الصين لشراء المزيد من السلع الزراعية الأمريكية. ”



لكن في المقابل، أصدر مكتب الممثل التجاري الأمريكي ثلاثة إخطارات تستثني تشكيلة واسعة من المنتجات من الرسوم استجابة لطلبات من الشركات الأمريكية التي تقول إن الرسوم ستفرز مصاعب اقتصادية.

يشمل الإعفاء 437 منتجا مثل لوحات الدوائر الإلكترونية المطبوعة والأرضيات الخشبية ومصابيح عيد الميلاد المصغرة.

في هذا الأسبوع، سيكون تركيز المستثمرين على ردة فعل المملكة العربية السعودية اتجاه ضربات الطائرات بدون طيار على منشئات نفطية تابعة لشركة أرامكو، حدثت منذ أسبوع. حيث ذكر مسؤولون سعوديون أنهم ينتظرون انتهاء التحقيقات للإعلان عن الإجراءات التي سيتخذونها.



لكن الولايات المتحدة قد بدأت في الرد يوم الجمعة بفرض جولة جديدة من العقوبات على إيران، بما في ذلك البنك المركزي في البلاد. وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين في بيان إعلان العقوبات “إن الهجوم الإيراني الوقح على المملكة العربية السعودية غير مقبول”.

الغموض الذي مازال محيطا بالعلاقات التجارية الأمريكية ـ الصينية مع إضافة المزيد من العقوبات ضد إيران قد عززت بالتأكيد معنويات السوق اتجاه المعادن الثمينة وأصول الملاذ الآمن. يبدو من المعقول تمامًا أننا سنرى الذهب يتمسك بمكاسبه في بداية هذا الأسبوع.



المحرك الرئيسي الآخر للذهب هو الانقسام المتزايد داخل المجلس الاحتياطي الفيدرالي.

يوم الأربعاء الماضي، قام البنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى مستوى يتراوح بين 1.75% و 2.0. اشار البنك المركزي إلى أنه لا يتوقع خفض أسعار الفائدة مرة أخرى في عام 2019 أو 2020 مع التأكيد على أن كل قرار بشأن سعر الفائدة سوف يعتمد بشكل متزايد على البيانات الاقتصادية ومستجدات القضايا التجارية.



على الرغم من النظرة المتشددة إلى حد ما، هناك فجوة متزايدة بين أعضاء المجلس الاحتياطي الفيدرالي. يكشف تحليل خفض سعر الفائدة الفيدرالي الأخير أن ثلاثة رؤساء إقليميين صوتوا “لا” ولكن لأسباب مختلفة. أراد اثنان عدم رؤية أي تغيير في أسعار الفائدة، بينما أراد ثالث خفض أكبر.



شرح رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي بسانت لويس جيمس بولارد سبب رغبته في تخفيض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة يوم الجمعة.



وقال بولارد “إن إدارة المخاطر بحكمة، في رأيي، هي تخفيض سعر الفائدة بقوة الآن ومن ثم زيادتها في وقت لاحق إذا لم تتحقق مخاطر الجانب السلبي”. وأضاف أن قطاع الصناعات التحويلية الأمريكي “يظهر بالفعل أنه في حالة ركود”.

بصفة عامة، يبدو أن معنويات المستثمرين مازالت متشائمة، وهناك تشكيك واضح في قدرة أكبر اقتصادين في العالم على التواصل إلى اتفاق رسمي من أجل إنهاء الحرب التجارية التي أثقلت كاهل الأسواق بشكل ملحوظ في النصف الثاني من هذا العام.



على صعيد البيانات الاقتصادية في هذا الأسبوع، قد يضفي تقرير الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثاني تقلبات على الدولار الأمريكي، خاصة لو أظهر ضعفا وفقا للتوقعات أو أقل منها، مما قد يتيح فرصة صعود للذهب. في حين أن الأرقام الأفضل من التوقعات ستؤثر بالهبوط على المعدن الأصفر. يصدر هذا التقرير يوم الخميس على الساعة 15:30 بتوقيت السعودية.


من الناحية الفنية، أشرنا في تحليلنا الأسبوع الماضي أن تمسك الذهب بزخم الصعود سيكون مشروطا بالحفاظ على إغلاق يومي فوق مستوى الدعم 1480 دولار لأونصة، وبالفعل نجح الذهب في الثبات فوق هذا المستوى بالرغم من تراجعه في بداية الأسبوع، إلا أن الأسعار تماسكت يومي الخميس والجمعة وشاهدنا صعودا من جديد حتى 1516 دولار لأونصة.

في الوقت الراهن، مستوى الدعم النفسي عند 1500 دولار لأونصة، وأعلى منه سيكون الذهب مرشحا للمزيد من الصعود نحو 1524 دولار لأونصة ثم 1533 دولار لأونصة.

حتى لو كسر الذهب مستوى 1500 دولار لأونصة، فنتوقع بناءً على المعطيات الحالية أن ينجح الذهب في الثبات فوق مستوى الدعم 1485 دولار لأونصة. وبالتالي نتوقع أن أي هبوط سوف يتيح فرصة شراء.
Trend Analysis

يعمل أيضًا:

إخلاء المسؤولية