هل يُعد LiDAR الرقمي عين المستقبل للقيادة الذاتية؟حققت شركة Ouster, Inc. (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز: OUST)، وهي إحدى الشركات الرائدة في قطاع التكنولوجيا الناشئة صغيرة رأس المال، ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار أسهمها مؤخرًا بعد حصولها على موافقة هامة من وزارة الدفاع الأمريكية (DoD). تُعد موافقة الوزارة على مستشعر LiDAR الرقمي OS1 للاستخدام في أنظمة الطيران غير المأهولة (UAS) تأكيدًا على تفوق تكنولوجيا Ouster، وتُبرز الأهمية المتزايدة لتقنيات الرؤية ثلاثية الأبعاد المتقدمة في كل من قطاعي الدفاع والتجارة. وتُعد Ouster نفسها لاعبًا رئيسيًا في تمكين تقنيات القيادة الذاتية، حيث يتميز مستشعر LiDAR الرقمي الخاص بها بتكلفة منخفضة وموثوقية عالية ودقة فائقة مقارنة بالأنظمة التناظرية التقليدية.
يُمثل إدراج مستشعر OS1 ضمن برنامج Blue UAS التابع لوزارة الدفاع الأمريكية إنجازًا استراتيجيًا لـ Ouster. فقد خضعت هذه العملية لفحص صارم لضمان سلامة سلسلة التوريد والملاءمة التشغيلية، مما جعل OS1 أول مستشعر LiDAR ثلاثي الأبعاد عالي الدقة يحصل على هذا الاعتماد. يُسهل هذا التصديق عمليات الشراء للجهات المختلفة داخل وزارة الدفاع، ويفتح آفاقًا لتوسيع نطاق استخدام المستشعر خارج الشراكات الدفاعية الحالية للشركة. كما يعزز الأداء المتفوق لـ OS1 من حيث الوزن الخفيف، وكفاءة استهلاك الطاقة، والقدرة على العمل في الظروف القاسية، من قيمته في التطبيقات المتطلبة.
وفي المستقبل، تعمل Ouster على تطوير سلسلة Digital Flash (DF) من الجيل التالي، وهي تقنية LiDAR صلبة الحالة من المتوقع أن تُحدث ثورة في تطبيقات السيارات والصناعة. من خلال التخلص من الأجزاء المتحركة، تَعِد سلسلة DF بموثوقية أعلى، وعمر افتراضي أطول، وإمكانية الإنتاج الضخم بتكلفة منخفضة، مما يلبي احتياجات أساسية لأنظمة القيادة الذاتية وأنظمة مساعدة السائق المتقدمة (ADAS). تؤكد هذه الابتكارات المستقبلية، إلى جانب تصديق وزارة الدفاع، مكانة Ouster كمبتكر رئيسي في المشهد المتطور بسرعة لتقنيات القيادة الذاتية، مما يدفعها نحو تحقيق هدفها بالاستحواذ على حصة كبيرة من سوق تقنيات الرؤية ثلاثية الأبعاد التي تُقدَّر قيمتها بـ70 مليار دولار.
Autonomy
حرب أسعار السيارات الكهربائية: هل بي واي دي تشكل مستقبل التنقل؟ يشهد قطاع المركبات الكهربائية حاليًا اضطرابات كبيرة، تتجلى في الانخفاض الأخير لأسهم شركة بي واي دي المحدودة، عملاق صناعة السيارات الكهربائية الصينية. يأتي هذا التراجع عقب استراتيجية التسعير العدوانية التي تبنتها الشركة، والتي شملت تخفيضات سعرية كبيرة تتراوح بين 10% و34% على طرازاتها الكهربائية والهجينة. تهدف هذه الخطوة الجريئة إلى تقليص المخزون المتزايد، الذي ارتفع بحوالي 150,000 وحدة في الأشهر الأولى من عام 2025، مما أثار مخاوف من تصاعد حرب الأسعار في سوق المركبات الكهربائية الصينية شديدة التنافسية. ورغم توقعات المحللين بأن هذه التخفيضات قد تعزز المبيعات مؤقتًا، فإنها تعكس أيضًا تحديات أعمق، منها تراجع الطلب على المركبات الكهربائية، استمرار التباطؤ الاقتصادي في الصين، والتوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، مما يثير قلقًا بشأن انخفاض هوامش الربح في القطاع.
على النقيض، تركز شركة تسلا على تحقيق التفوق التكنولوجي، خاصة في مجال القيادة الذاتية. يتجلى التزام تسلا بهذا المجال في برنامج القيادة الذاتية الكاملة، الذي سجل أكثر من 1.3 مليار ميل من بيانات القيادة، بالإضافة إلى استثماراتها الكبيرة في الحاسوب الفائق "Dojo" وتطوير شرائح ذكاء اصطناعي مخصصة. ومع أن شركة بي واي دي تستثمر أيضًا في أنظمة مساعدة السائق المتقدمة، بما في ذلك اعتماد نموذج الذكاء الاصطناعي ديب سييك آر1، فإن مشروع تسلا الطموح لسيارات الأجرة ذاتية القيادة يمثل مخاطرة أكبر بعوائد محتملة أعلى، تركز على تحقيق الاستقلالية الكاملة دون إشراف. يرى مؤيدو هذه الاستراتيجية أنها قد تعيد تشكيل تقييم الشركة بشكل جذري.
تزداد حدة المنافسة بسبب التوترات الجيوسياسية المتفاقمة بين الولايات المتحدة والصين، والتي تلقي بظلالها على الشركات الصينية المرتبطة بأسواق رأس المال الأمريكية. ورغم تجنب شركة بي واي دي دخول سوق السيارات الأمريكية من خلال تركيزها على أسواق دولية أخرى مثل أوروبا وجنوب شرق آسيا، فإن تداعيات التوترات الصينية-الأمريكية لا تزال ملحوظة. تواجه الشركات الصينية المدرجة في البورصات الأمريكية تدقيقًا تنظيميًا صارمًا، مع تهديد مستمر بالشطب بموجب قانون مساءلة الشركات الأجنبية (HFCAA)، إلى جانب تأثيرات أوسع ناتجة عن القيود التجارية. وقد حذرت مؤسسات مالية مثل غولدمان ساكس من سيناريو الحالة القصوى، حيث قد تفقد الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة قيمتها السوقية بالكامل، مما يبرز أهمية الاستقرار الجيوسياسي كعامل رئيسي في قرارات الاستثمار، لا يقل أهمية عن الأداء المالي.