هل تخفت بريق الأقواس الذهبية؟أعلنت ماكدونالدز، رمز الوجبات السريعة العالمية، مؤخرًا عن أكبر انخفاض في المبيعات في متاجرها بالولايات المتحدة منذ ذروة جائحة كوفيد-19، حيث سجلت انخفاضًا بنسبة 3.6% في الربع المنتهي في مارس. يُعزى هذا التراجع إلى حالة عدم اليقين الاقتصادي وتراجع ثقة المستهلك الناجم عن سياسات ترامب الجمركية. يُظهر هذا الأداء أن عدم اليقين في الحرب التجارية يدفع المستهلكين لتقليص إنفاقهم الاختياري، مما يقلل من زيارات العملاء حتى في القطاعات المرنة مثل الوجبات السريعة.
يربط المحللون الاقتصاديون بين تراجع ثقة المستهلك وانخفاض المبيعات الفعلية، مشيرين إلى تحول "المشاعر الاقتصادية" (مثل توقعات المستهلكين) إلى "بيانات ملموسة" (مثل المبيعات). وعلى الرغم من أن البعض يعزو الانخفاض إلى ارتفاع أسعار ماكدونالدز، فإن توقيت هذا التراجع يتزامن مع تزايد القلق بشأن الرسوم الجمركية والضغوط الاقتصادية في الولايات المتحدة خلال الربع الأول. هذا يشير إلى أن التسعير عامل مؤثر، لكن البيئة الاقتصادية الأوسع الناتجة عن التوترات التجارية تلعب دورًا رئيسيًا.
في المقابل، تسعى ماكدونالدز لجذب العملاء والاحتفاظ بهم من خلال تقديم عروض اقتصادية في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة. وتعكس تحديات الشركة ما تواجهه شركات أخرى في قطاع المطاعم، التي أبلغت أيضًا عن تراجع في إنفاق المستهلكين على تناول الطعام خارج المنزل. تُعد حالة ماكدونالدز مثالًا واضحًا لكيفية تأثير السياسات التجارية المعقدة وعدم اليقين الاقتصادي الناتج عنها على قطاعات متنوعة، مما يغير سلوك المستهلك بشكل جذري.