مصانع الأسمدة وأزمة الغاز: ألف ليلة وليلة من الانتظار والكيمياءفي خبر لا يُصدق، توقفت إمدادات الغاز الطبيعي لمصانع الأسمدة في مصر، مما دفع صناعة الأسمدة إلى شرب كؤوس من الشاي والانتظار على مقاعد الاحتياط، تمامًا كفريق كرة قدم خرج من التصفيات بلا رجعة.
لصناعة الأسمدة، التي كانت تعتبر العمود الفقري للاقتصاد المصري وداعمة الزراعة ومُنتجة الفائدة الكبيرة من الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية والبوتاسية، بدت الأمور كأنها مشهد من فيلم كوميدي قديم. مصنع أبو قير، موبكو، وشركة كيما وجدوا أنفسهم فجأة بلا غاز، مما جعلهم يُلقون النكات في أروقة المصانع ويمارسون الألعاب الجماعية لتمضية الوقت.
توقف الغاز عن التدفق إلى تفاعلاتهم الكيميائية المعقدة، حيث كانوا يقومون بإنتاج الأمونيا (NH3) من خلال "تبخير الغاز الطبيعي"، ولكن الميثان (CH4) قرر أخذ إجازة مفاجئة، مما جعلهم يلعبون لعبة "البحث عن الهيدروجين المفقود".
واليوم، نظرًا لهذه الأزمة، تتفاجأ البورصة المصرية بمشهد الأسهم المتهاوية بأعداد هائلة، كأنها سيارة قديمة فقدت مكابحها على منحدر حاد. شركات الأسمدة المدرجة بدأت تلتقط الأوراق المتناثرة من الخسائر البنكية، والعاملين في البورصة يتمنون لو كان هناك أسمدة لإحياء أسهمهم البائسة. التأثير لم يكن مجرد الضحك على ذقوننا بل أيضًا أصاب القطاعات الأخرى، إذ بدت وكأنها دومينو يترنح، باحثًا عن وسيلة للاحتماء من الانهيار.
بينما جلس الجميع ينتظرون عودة الغاز الطبيعي كمُنقذ في فيلم سوبرهيرو، اكتشف القطاع الزراعي أنه سيرجع للتسميد العضوي، وكلنا نأمل أن يكون للتطور والتكنولوجيا الكلمة في نهاية القصة السعيدة. حتى ذلك الحين، تبقى مصانع الأسمدة في مصر مُعلقة بتصريف الوقت ودعمهم بالفقرات الفكاهية عن الغاز والعواقب الوخيمة للمغامرات الاقتصادية.