ArabicTrader.comArabicTrader.com

هل تحمل بيانات التضخم الأمريكي أي مفاجآت للأسواق؟ وكيف سيتأثر الدولار؟

تترقب الأسواق العالمية صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة (معدل التضخم) خلال شهر أبريل الماضي، والمقرر صدورها غدا الأربعاء، الأمر الذي سيكون له انعكاسات قوية على تحركات الأسواق بالتداولات اللاحقة وخصوصا الدولار الأمريكي.

وهنا يُثار السؤال حول توقعات بيانات التضخم الأمريكي وكيف سيتأثر الدولار بهذه البيانات، ولكن قبل الإجابة يتعين إلقاء الضوء على بعض الملابسات المتعلقة بمعدل التضخم في الولايات المتحدة.أولا: مسار التضخم الأمريكي منذ بداية العام

تعرقل مسار التقدم بمعركة كبح التضخم المرتفع في الولايات المتحدة منذ بداية عام 2024، حيث كانت بيانات التضخم خلال الربع السنوي الأول مخيبة للآمال بشكل كبير، ما أدى لتزعزع ثقة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول سياسته النقدية وما إذا كانت مقيدة بما يكفي لكبح التضخم أم لا.

الأمر الذي أرجأ الحديث عن تخفيضات الفائدة المحتملة خلال هذا العام، وبدء التلميح حول إمكانية رفع الفيدرالي الأمريكي الفائدة مجددا أو على الأقل إبقاؤها عند المستويات التشديدية الحالية لفترة أطول من توقعات الأسواق.

وفي هذا الصدد، كشفت البيانات الرسمية عن تسارع نمو التضخم السنوي (العام والأساسي) خلال شهر مارس الماضي، ويواصل ارتفاعه منذ يناير، ليسجل نموا بواقع 3.5%، وهو أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت لتسجيله 3.4%، وكانت القراءة السابقة لشهر فبراير قد ارتفعت إلى 3.2%.

وفي نفس الوقت، استقر التضخم الأمريكي الأساسي (والذي يستبعد أسعار الطاقة والغذاء)، عند 3.8% على أساس سنوي، فيما رجحت الأسواق تباطؤ التضخم الأساسي إلى 3.7%، علما بأن القراءة السابقة استقرت عند مستوى 3.8% بنهاية فبراير.

لذا، فإن بيانات التضخم الأمريكي المزمع صدورها غدا ستحدد ما إذا كان توقف تقدم انخفاض الأسعار كان مؤقتا وبالتالي، سينخفض التضخم بالفترة المقبلة، أم أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يواجه تحديات أصعب حول معركة كبح التضخم.ثانيا: توقعات كبرى البنوك لبيانات التضخم المرتقبة

توقع بنك جولدمان ساكس أن يتباطأ نمو مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في الولايات المتحدة لشهر أبريل بشكل طفيف، حيث يتوقع زيادة بنسبة 0.28%، أي أقل بقليل من توقعات الأسواق البالغة 0.3%.

كما توقع جولدمان ساكس أن ترتفع أسعار الطاقة بنسبة 1.7%، وأسعار المواد الغذائية بنسبة 0.3%، مما يساهم في ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بشكل عام بنسبة 0.37% على أساس شهري، كما توقع أن يتباطأ نمو التضخم الأساسي السنوي إلى 3.6% من 3.8% بشهر مارس.

وفي نفس الشأن، توقع بنك TD securities أن يتباطأ نمو التضخم الأساسي بوتيرة ضعيفة (0.3%) بعد ارتفاعه القوي بشهر مارس الماضي وعلى مدار ثلاثة أشهر متتالية بنسبة 0.4%.

وأيضا، توقع البنك السويسري UBS أن تتجه معدلات التضخم إلى الانخفاض بدءا من تقرير بيانات أسعار المستهلكين لشهر أبريل، حيث قد يستأنف التضخم مسار تباطؤه الذي توقف خلال الربع السنوي الأول من العام.

وأخيرا، رجح مورجان ستانلي احتمالية أن يشهد التضخم الأمريكي خلال أبريل انخفاضا واضحا نتيجة لتراجع أسعار النفط الخام (أحد مغذيات التضخم في الولايات المتحدة) بحوالي 3.4%، وهو ما قد يدعم انخفاض التضخم في مايو أيضا.ثالثا: سيناريوهات بيانات التضخم الأمريكي

تتوقع الأسواق العالمية تباطؤ نمو التضخم العام والأساسي خلال شهر أبريل، حيث ترجح الأسواق تباطؤ التضخم العام السنوي ليسجل 3.4% من 3.5% بشهر مارس، بينما قد يشهد التضخم العام الشهري نموا بنسبة 0.4% كما هو الحال بشهر مارس الماضي.

وبالنسبة لبيانات التضخم الأمريكي الأساسي الذي يستبعد الغذاء والطاقة، يتوقع المحللون تباطؤ نمو مؤشر أسعار المستهلك في أبريل على أساس شهري ليسجل 0.3% من 0.4% بشهر مارس، وعلى أساس سنوي، قد يتباطأ نمو التضخم ليسجل 3.6% مقابل 3.8% المسجلة بشهر مارس.

ولكن إذا تسارع نمو التضخم الأمريكي بوتيرة أكبر من توقعات الأسواق، فمن المرجح أن يرتفع الدولار بقوة بالتداولات اللاحقة؛ حيث ستتزايد توقعات الأسواق بشأن مقاومة التضخم الأمريكي للانخفاض وسط تمسك الاحتياطي الفيدرالي بإعادة التضخم إلى الهدف البالغ 2%، وبالتالي، سيحافظ البنك المركزي على سياسته النقدية لفترة أطول، ما سيقدم دعما قويا لتداولات الدولار.

ومن ناحية أخرى، إذا شهد التضخم الأمريكي تباطؤا أقوى من المتوقع، فقد يتراجع الدولار بوتيرة قوية أمام نظائره من العملات الرئيسية الأخرى، حيث سيعتقد المستثمرون أن التضخم قد يواصل الانخفاض خلال الشهور المقبلة، وهو ما سيقلل الضغوط التي تواجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للتمسك بسياسته التشديدية.