النفط يتحول للأخضر بعد البيانات الأوروبية والتحذيرات الأمريكية

شهدت أسعار النفط يوم الخميس ارتفاعا بما يقرب من 1 دولار للبرميل رغم البيانات التي أظهرت أمس ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية بما خالف التوقعات، وارتدت عقود النفط من أدنى مستوياتها في أسبوع بعد تراجع دام لثلاثة جلسات متتالية.

وجاء هذا وسط البيانات الإيجابية في منطقة اليورو من ناحية، والتحذيرات التي قدمتها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس بشأن انخفاض محتمل في إنتاج النفط بالولايات المتحدة من ناحية أخرى، بجانب التعهدات التي قدمتها الحكومة الروسية بشأن خفض الإنتاج.النفط الآن

وعلى صعيد التداولات، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.12% أو بما يعادل نحو 98 سنتا ليصل إلى 82.86 دولار للبرميل، وكذلك ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.22% أو بما يعادل 0.92 سنتا لتسجل 78.46 دولار للبرميل، وكان كلا الخامين القياسيين قد انخفض بأكثر من 1% أمس؛ الأربعاء، مختتما بذلك 3 جلسات متتالية من الخسائر.ما الذي أثر على تحركات النفط اليوم؟

استطاع النفط محو خسائر الجلسة السابقة بالكامل والتحول لتسجيل بعض الأرباح خلال تعاملات اليوم مستفيدا من التراجع الذي شهده الدولار الأمريكي والذي ساعد على خفض تكلفة النفط المسعر بالعملة الأمريكية، تزامنا مع زيادة المخاوف بشأن تراجع محتمل في المعروض العالمي من النفط الخام في الوقت الذي تترقب فيه سوق النفط الاجتماع المقبل لتحالف أوبك + بداية الشهر المقبل.

وأظهرت البيانات الصادرة في منطقة اليورو صباح اليوم انتعاش نشاط القطاع التصنيعي للكتلة التي تعد ثاني أكبر مستهلك لخام النفط في العالم بعد الولايات المتحدة، وعلى الرغم من استمرار انكماش القطاع، إلا أنه سجل أفضل أداءاته في 15 شهرا خلال مايو، في حين استمر نمو النشاط الخدمي، ليسجل أعلى قراءة في عام كامل، وهو ما عزز معنويات المستثمرين حول استمرار الطلب المرتفع على النفط رغم المخاوف بشأن الولايات المتحدة.

وجاء هذا بعد صرحت وزارة الطاقة الروسية في بيان صدر يوم الأربعاء، بأن إنتاج روسيا من النفط قد تجاوز حصصتها المقررة في اتفاق أوبك + بشأن إنتاج النفط الخام خلال أبريل الماضي لأسباب فنية، وأكدت الوزارة على أن روسيا سوف تعمل على تقديم خطة إنتاج جديدة إلى الأمانة العامة لتحالف أوبك + بهدف التعويض عن هذه الزيادة بالإنتاج، وذلك خلال الاجتماع المقبل في بداية شهر يونيو.

وكانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية قد أصدرت أمس بيانات مخزونات النفط بالولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، والتي سجلت ارتفاعا بواقع 1.8 مليون برميل، مخالفة التوقعات التي رجحت تراجع المخزونات بحوالي 2.4 مليون برميل، ولكن الإدارة حذرت من أن التوقعات الشديدة لموسم الأعاصير في المحيط الأطلسي هذا العام قد تؤدي لزيادة خطر انقطاع في إنتاج النفط والغاز بسبب الطقس.

وتؤدي الأعاصير في هذا الموسم أحيانا إلى تعطل إنتاج النفط الخام وعمليات التكرير، خاصة إنتاج النفط والغاز البحري الذي يتركز في المنشآت الموجودة بخليج المكسيك. وتتأثر عمليات تكرير النفط الخام أيضا بالأعاصير في أجزاء معينة من ساحل خليج المكسيك، والتي تمثل ما يقرب من نصف طاقة التكرير في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، فقد جاءت أرباح النفط اليوم محدودة، بعد أن أظهر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أمس رغبة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الإبقاء على السياسة النقدية المتشددة لفترة أطول في حال ظل التضخم ثابتا، وهي خطوة قد تضر بالطلب على النفط نتيجة لإضعاف النشاط الاقتصادي لأكبر مستهلك لخام النفط بالعالم.