كيف تفاعلت الأسواق مع سلبية بيانات سوق العمل الأمريكي؟

كشفت بيانات سوق العمل الأمريكي عن إضافة الاقتصاد لنحو 175 ألف وظيفة لشهر أبريل الماضي، بأقل من توقعات الأسواق التي رجحت إضافة الاقتصاد نحو 238 ألف وظيفة، وهو ما تزامن مع ارتفاع معدل البطالة من 3.8% إلى 3.9%، إلى جانب انخفاض متوسط معدل الأجور السنوي بنسبة 3.9% فيما توقعت الأسواق انخفاض المؤشر بنسبة 4%.

وسرعان ما شهدت الأسواق تحركات قوية على إثر هذه البيانات؛ وفيما يلي، يمكن إيضاح كيف أثرت بيانات سوق العمل الأمريكي على أداء أبرز السلع والأسهم والعملات:أولا: سوق الأسهم العالمية

حققت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية صعودا قويا عقب صدور بيانات سوق العمل الأمريكي لشهر أبريل، حيث عززت هذه البيانات احتمالية ألا يستمر النهج التشديدي في الولايات المتحدة في ظل هدوء الأوضاع في سوق العمل الأمريكي ما قد يقلل الضغوط التي تواجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي كي يحافظ على سياسته التشديدية، وهو ما عزز أرباح الأسهم الأمريكية قبل افتتاح السوق.

وفي نفس الوقت، ارتفعت مؤشرات الأسهم الأوروبية بقوة مستفيدة من التطورات الأمريكية جنبا إلى جنب مع تفاؤل المستثمرين بشأن أرباح البنوك، ما دفع مؤشر البنوك للصعود بوضوح؛ حيث حقق كل من سوسيته جنرال وكريدي أجريكول أرباحا فصلية أفضل من التوقعات للربع الأول.ثانيا: سوق العملات الرئيسية

عزز الهبوط الحاد بمؤشر الدولار الأمريكي الارتفاعات القوية لنظائره من العملات الرئيسية خلال تعاملات اليوم؛ حيث أثارت سلبية بيانات سوق العمل الأمريكي احتمالات قرب انتهاء دورة التشديد النقدي والبدء في خفض أسعار الفائدة، وخاصة وأن بيانات سوق العمل تعكس تراجع الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة بشهر أبريل، وما له من انعكاسات على تحركات التضخم، وبالتالي، مدى إبقاء السياسة النقدية الأمريكية مقيدة؛ ما أدى بنهاية المطاف إلى هبوط الدولار الأمريكي لصالح صعود باقي العملات الرئيسية الأخرى.ثالثا: سوق السلع البارزة

تمكنت أسعار الذهب من الصعود بقوة فور صدور بيانات سوق العمل الأمريكي نتيجة لصعود الدولار، ففي كثير من الأحيان، ينجم عن انخفاض العملة الخضراء ارتفاع أسعار السلع المقومة به، ومن بينها الذهب.

وفي الوقت ذاته، ارتفعت أسعار النفط الخام بالتداولات وتحديدا بعدما أثارت البيانات توقعات الأسواق بشأن قرب انتهاء النهج التشديدي، ما قد ينعكس إيجابا على النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة وبالتالي، دعم الطلب الأمريكي على النفط الخام.اقرأ أيضا: