متى تتداول — ومتى تبقى خارج السوقمرحباً بالجميع،
في طريقتي في التعامل مع السوق، لا أعتبر التداول ردّة فعل عفوية على تحركات الأسعار، بل عملية اتخاذ قرار منظمة تقوم على شروط محددة. السوق نشط باستمرار، لكن هذا النشاط الدائم لا يخلق بحد ذاته فرصاً قابلة للاستغلال. التصرف دون شروط واضحة يعني الخلط بين الحركة والميزة.
لهذا السبب تبدأ كلّ عملية قرار بتحليل السياق العام. لا أفكر في التدخل إلا عندما تكون بنية السوق متماسكة، وديناميكية الأسعار واضحة، والبيئة تسمح بقراءة دقيقة للمخاطر. وعندما يصبح السوق غير مستقر، أو مجزأً، أو تهيمن عليه الضوضاء، فإن أي محاولة للدخول تُضعف تلقائياً جودة القرار. في هذه الحالة، البقاء خارج السوق ليس غياباً عن الفعل، بل فعل عقلاني يهدف إلى الحماية.
بعد تأكيد السياق، تصبح الأولوية المطلقة هي إدارة المخاطر. قبل التفكير في العائد المحتمل، يجب أن أكون قادراً على تحديد النقطة التي يُلغى عندها السيناريو الخاص بي بدقة. من دون هذه المعلومة، لا يمكن تبرير أي صفقة. أمر إيقاف الخسارة ليس وسيلة لحماية عاطفية، بل عنصر أساسي في منطق اتخاذ القرار. وعندما تكون المخاطر محددة ومحدودة، يصبح ناتج الصفقة مسألة احتمالات، لا مسألة أمل.
ومع ذلك، حتى في إطار تقني ملائم، تبقى أيّ قرار هشّاً إذا اتُّخذ في حالة ذهنية غير سليمة. السوق لا يعاقب خطأ التحليل بقدر ما يعاقب خطأ التنفيذ تحت ضغط عاطفي. أي قرار يتأثر بالعجلة، أو الخوف من فوات الفرصة، أو الرغبة في تعويض خسارة سابقة، ينسف فوراً تماسك العملية بأكملها. في هذه الظروف، يصبح الامتناع عن التداول هو القرار الوحيد المتوافق مع إدارة صارمة.
ولهذا السبب تحديداً أعتبر أن القدرة على عدم التدخل مهارة محورية. ففي معظم الأوقات، لا يقدم السوق إعدادات توفر ميزة واضحة. البقاء مكشوفاً باستمرار ليس واجباً ولا هدفاً. إن الحفاظ على رأس المال، وصفاء الذهن، والانضباط في اتخاذ القرار، شرط أساسي لأي أداء مستدام.
وخلاصة القول، إن معرفة متى نتداول ومتى نبقى خارج السوق ليست مسألة تقنية بحتة، بل إطار ذهني. وعندما يُحصر الفعل في السياقات المواتية فعلاً، ويُقبَل الامتناع عن التداول كخيار استراتيجي كامل، يتوقف التداول عن كونه سعياً وراء نتائج فورية، ليصبح عملية مُحكَمة لإدارة المخاطر، حيث لا تكون النتائج طويلة الأمد عشوائية ولا عاطفية، بل مبنية على منطق واضح.
أتمنى لك صفقات موفقة!
القيمة
كيف تجني الصناديق الاستثمارية أرباحها فعليًا من البيتكوين؟📰 لقد تابعتُ الأسواق المالية لسنوات طويلة، وما أدركته بوضوح هو أن معظم الناس لا يفهمون كيف تجني الصناديق الاستثمارية أرباحها من البيتكوين.
المتداول الفردي غالبًا يعتقد أن الصناديق تعمل بالطريقة نفسها: شراء بسعر منخفض، بيع بسعر مرتفع، والرهان على الاتجاه.
لكن هذا التصور… غير دقيق.
🔍 بالنسبة للصناديق، البيتكوين ليس رهانًا على الاتجاه.
من واقع خبرتي، الصناديق الكبرى لا تهتم بما إذا كان السعر سيرتفع أو ينخفض غدًا.
الاتجاه ليس هو العامل الحاسم.
العامل الحقيقي هو الهيكل.
الصناديق لا تُكافأ لأنها “توقعت الاتجاه الصحيح”،
بل لأنها تدير المخاطر بذكاء وتحوّل التقلبات إلى أرباح محسوبة.
🎯 الهدف الأساسي: التقلب، وليس القناعة.
عندما يقرر صندوق استثماري الدخول في البيتكوين، فذلك نادرًا ما يكون بدافع الإيمان بالقصة أو الضجيج الإعلامي.
لا يتأثرون بالمؤثرين ولا بالعناوين الصاخبة.
ما يهمهم هو حركة السعر القابلة للقياس.
التقلب هو المادة الخام.
النماذج الرياضية هي المحرك.
والقرارات تُتخذ بالأرقام، لا بالعواطف.
🧠 شراء البيتكوين لا يعني بالضرورة التفاؤل بالسوق.
واحدة من أكبر الأخطاء الشائعة هي الاعتقاد أن شراء الصناديق للبيتكوين يعني توقعهم لارتفاع السعر.
في الواقع، يمكن للصندوق أن يشتري البيتكوين ويبقى محايدًا تمامًا.
يمكنه أن يكون محايد الدلتا، محميًا بالكامل من المخاطر، غير مرتبط باتجاه السوق، ومحميًا سواء ارتفع السعر أو انخفض.
لهذا السبب، شراء البيتكوين بالنسبة لهم ليس مقامرة، بل مجرد خطوة أولى داخل هيكل تداول متعدد المراحل.
📊 كيف تحقّق الصناديق الأرباح من حركة السعر؟
من خلال الجمع بين أدوات مختلفة مثل السوق الفوري والمشتقات، تقوم الصناديق ببناء مراكز تستفيد من الحركة نفسها، لا من الاتجاه.
عندما يرتفع السعر، يتم تعديل المراكز وبيع جزء منها عند مستويات أعلى لتحقيق أرباح محسوبة.
وعندما ينخفض السعر، يتم الشراء عند مستويات أقل وإعادة التوازن للمخاطر.
🔁 السعر يرتفع، يتم البيع بسعر أعلى
🔁 السعر ينخفض، يتم الشراء بسعر أقل
🔁 العملية تتكرر بانضباط كامل، دون أي عاطفة
هذا هو ما يُعرف بـ Gamma Scalping — المحرك الهادئ والمستمر لأرباح المؤسسات.
💰 من أين تأتي الأرباح الحقيقية إذن؟
ليست من الأخبار، ولا من المؤثرين، ولا من عناوين صناديق ETF.
الأرباح تأتي من إدارة التحوط المستمرة، ومن كون التقلب الفعلي أعلى من المتوقع، ومن الهياكل المحايدة للاتجاه، ومن انضباط رياضي صارم.
⛔ الحالة الوحيدة التي تُسبب مشكلة حقيقية للصناديق هي عندما يتوقف السوق عن الحركة تمامًا.
🧭 وهنا أود أن أكون صريحًا معك كمتخصص في هذا المجال.
أنت لست BlackRock.
ولا تملك بنيتهم التحتية.
ولا تملك رأس المال أو السرعة أو نماذج إدارة المخاطر الخاصة بهم.
محاولة تقليد تحركاتهم أو تفسيرها دون فهم هيكلها الحقيقي لن تجعلك متداولًا أفضل، بل ستزيد من ارتباكك.
✍️ الخلاصة من وجهة نظري واضحة جدًا:
الصناديق لا تجني أرباحها من التنبؤ بالمستقبل،
بل من هندسة النتائج.
هم لا يتداولون القصص.
ولا يتداولون العواطف.
ولا يتداولون ضجيج وسائل التواصل.
🎯 هم يتداولون الهياكل.
وأنت؟
توقف عن مراقبة ما يفعلونه.
وابدأ بفهم ما يجب عليك أنت أن تفعله.
هنا يكمن الفرق بين النجاة في السوق
وبين أن يتم إقصاؤك منه.
PS: تم استخدام BlackRock ووسائل التواصل الاجتماعي هنا كأمثلة توضيحية فقط.

