هل تُعد C3.ai العملاق الهادئ في مجال الذكاء الاصطناعي المؤسسي؟تُعتبر C3.ai (رمز السهم: AI)، مزودًا رائدًا لبرمجيات الذكاء الاصطناعي المؤسسي، شركة تعمل بعيدًا عن الأضواء نسبيًا، رغم دورها الحيوي في تقديم حلول ذكاء اصطناعي متطورة للمؤسسات الكبرى. وعلى الرغم من التركيز الكبير في سوق الذكاء الاصطناعي على مبتكري الأجهزة، واصلت C3.ai توسيع نطاق منصتها بشكل مطرد، مؤمنةً عقودًا رئيسية. تكمن قوة الشركة الأساسية في منصتها الذكية المسجلة ببراءة اختراع "C3 Agentic AI"، التي طُورت باستثمارات بمليارات الدولارات، وتتناول بفعالية التحديات التجارية الحرجة، مثل الهلوسة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، وأمن البيانات، وتكامل البيانات متعددة الصيغ.
من أبرز التطورات التي تُبرز النفوذ المتزايد لـ C3.ai، توسيع عقدها مع مكتب الصيانة السريعة التابع لسلاح الجو الأمريكي. فقد تم رفع سقف هذا العقد إلى 450 مليون دولار حتى عام 2029، لدعم النشر الواسع النطاق لمنصة الصيانة التنبؤية PANDA الخاصة بـ C3.ai في أسطول سلاح الجو. لا يُشكل هذا الالتزام مصدرًا قويًا للإيرادات طويلة الأجل فحسب، بل يُعد أيضًا دليلاً قويًا على موثوقية تقنية C3.ai على نطاق غير مسبوق، وربما يمثل أكبر تطبيق للذكاء الاصطناعي في وزارة الدفاع الأمريكية.
من الناحية المالية، تُظهر C3.ai زخمًا قويًا. فقد أعلنت مؤخرًا عن إيرادات قياسية في الربع الرابع بلغت 108.7 مليون دولار، بزيادة 26% على أساس سنوي، مدفوعة بنمو قوي في إيرادات الاشتراكات وخدمات الهندسة. كما تُسهم الشراكات الإستراتيجية مع عمالقة الصناعة مثل Baker Hughes وMicrosoft Azure وAmazon Web Services في تسريع تدفق الصفقات الجديدة وتوسيع نطاق الوصول إلى السوق، مما يقلل من دورات البيع ويعزز التوسع العام. وبينما تظل الربحية هدفًا على المدى القريب، فإن السيولة القوية، والنمو المتوقع في الإيرادات بنسبة 15% إلى 25% للسنة المالية 2026، إلى جانب متوسط السعر المستهدف من المحللين الذي يُشير إلى ارتفاع محتمل كبير، تُعزز مكانة الشركة كلاعب بارز في مشهد الذكاء الاصطناعي المؤسسي.
Airforce
هل يمكن للابتكار أن يحلق أعلى من الـ F-22 نفسها؟حصلت شركة برات آند ويتني، العملاقة في مجال الدفع الجوي، على عقد بقيمة 1.5 مليار دولار لمدة ثلاث سنوات من سلاح الجو الأمريكي لدعم محركات F119 التي تُشغّل مقاتلات F-22 رابتور، كما أُعلن في 20 فبراير 2025. هذا العقد ليس مجرد إنجاز مالي، بل هو خطوة جريئة نحو إعادة تعريف الطيران العسكري من خلال الابتكار والكفاءة. مع أكثر من 400 محرك وسجل طيران يتجاوز 900,000 ساعة، يقع على عاتق برات آند ويتني تحسين الجاهزية وخفض التكاليف—لضمان بقاء الرابتور قوة مهيمنة في السماء. تخيل مستقبلاً يتم فيه تحسين كل دفعة دفع إلى أقصى حد، ويتم ضبط كل عملية صيانة بدقة متناهية: هذا العقد يتحدى الواقع لجعل هذه الرؤية حقيقة.
محرك F119 ليس مجرد آلة؛ إنه القلب النابض لمقاتلة F-22، حيث يولّد قوة دفع تتجاوز 35,000 رطل، مما يسمح لها باختراق ارتفاعات تتجاوز 65,000 قدم والحفاظ على سرعات تفوق سرعة الصوت دون الحاجة إلى الحارق اللاحق. هذه القدرة على "السوبر كروز" تعزز كفاءة الوقود والمدى، مما يمنح الطيارين ميزة في مهام التفوق الجوي. ومع ترقيات مثل أجهزة الاستشعار بالأشعة تحت الحمراء من الجيل الجديد، تتطور مقاتلة F-22 لتصبح سلاحًا أكثر ذكاءً ودقة. لكن التحدي هنا: هل يمكن للقفزات التكنولوجية مثل برنامج "Usage-Based Lifing (UBL)"، الذي يستخدم البيانات في الوقت الفعلي للتنبؤ باحتياجات الصيانة، أن تغيّر حقًا طريقة دعم هذه القوة؟ مع توقع تحقيق وفورات تتجاوز 800 مليون دولار، تؤكد برات آند ويتني ذلك—مما يدفع القارئ للتفكير في حدود الابتكار التنبئي.
من الناحية المالية، يمثل هذا العقد فرصة ذهبية لبرات آند ويتني، التي بلغت إيراداتها 16.2 مليار دولار في عام 2023. وبينما تتنافس مع عمالقة مثل جنرال إلكتريك ورولز رويس، يعزز هذا الاتفاق موقعها في الطيران العسكري، ويضمن لها نفوذًا متزايدًا في السوق. ولكن بعيدًا عن المال، إنها قصة طموح: الحفاظ على أسطول يحمي الدول، بينما يتم ابتكار أساليب يمكن أن تؤثر في قطاعات أخرى. ماذا لو كان مزيج القوة والدقة هذا لا يتعلق فقط بالحفاظ على الطائرات، بل برفع مستوى الابتكار تحت الضغط؟ السماء تراقب—وكذلك يجب عليك.