هل ستعيد التوترات الدينية تشكيل المستقبل المالي لأوروبا؟ تواجه أوروبا تحديًا كبيرًا، حيث تعمل التوترات الدينية بصمت على تغيير المشهد المالي. مؤشر CAC 40، وهو المؤشر الرئيسي للبورصة الفرنسية، يعتبر مقياسًا حيويًا لهذا التحول غير المسبوق. ما كان يعتبره العديد من المحللين مجرد احتكاك اجتماعي مؤقت تطور ليصبح قوة أساسية تعيد تشكيل استراتيجيات الاستثمار وقيم الشركات.تدل التدابير الأمنية المشددة التي اتخذت خلال مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل، والتي استدعت نشر 4000 شرطي، على واقع جديد يتجاوز مجرد إدارة الأحداث. هذا الواقع يشير إلى تغييرات هيكلية أعمق في كيفية عمل الأسواق الأوروبية في مجتمع يزداد انقسامًا.
تشهد المراكز المالية في القارة تحولًا عميقًا، حيث تؤثر التوترات الدينية على أساسيات السوق. في فرنسا، حيث تتقاطع أكبر تجمعات يهودية ومسلمة في أوروبا، تسارع الشركات إلى تعديل نماذج أعمالها للتكيف مع هذه الظروف الجديدة. أثبتت مقاييس التقييم التقليدية عدم كفايتها في مواجهة ارتفاع تكاليف الأمن، وتحول التركيبة السكانية الحضرية، وتغير سلوكيات المستهلكين بدافع من الديناميكيات الدينية والثقافية، مثل تفضيلات المنتجات والخدمات. يجبر هذا النموذج الجديد المستثمرين على التفكير فيما إذا كانت الأسواق الأوروبية قد دخلت عصرًا حيث تتساوى أهمية التماسك المجتمعي مع المقاييس المالية.
تمثل الانقسامات الدينية الناشئة في أوروبا أكثر من مجرد تحدٍ اجتماعي؛ فهي تعيد تشكيل الأسس التي تعتمد عليها تحليل الأسواق المالية. كما رأينا في الأحداث الأخيرة في أمستردام وباريس ومدن رئيسية أخرى، فإن ما يبدأ كتوتر ثقافي سرعان ما يتحول إلى تقلبات سوقية، وتغير في أنماط المستهلكين، ومراجعات لتقييم المخاطر. يدرك المستثمرون المتقدمون الآن أن النجاح في الأسواق الأوروبية يتطلب فهمًا متطورًا للديناميكيات الدينية والثقافية، مما يمثل تحولًا ثوريًا في استراتيجية الاستثمار. قد يكون مسار مؤشر CAC 40 في هذه الأوقات المضطربة مؤشرًا على كيفية تكيف الأسواق العالمية مع عالم تتزايد فيه تأثيرات التوترات الدينية على النتائج الاقتصادية.
Europe
ماذا يهدم القوة الاقتصادية لأوروبا؟كان محرك الاقتصاد الألماني، الذي كان يُعتبر من أركان الاستقرار الأوروبي، يواجه تحديات غير مسبوقة. هذا التحليل العميق يستكشف العوامل المعقدة التي تدفع الركود الاقتصادي في ألمانيا والآثار البعيدة المدى على القارة الأوروبية.
لقد تسببت التوترات الجيوسياسية وخلل سلاسل التوريد في إحداث فوضى في الاقتصاد الألماني. أدى الصراع المستمر في أوكرانيا، إلى جانب الآثار المستمرة لجائحة كوفيد-19، إلى تعطيل إمدادات الطاقة، وزيادة تكاليف الإنتاج، وتعوق التجارة العالمية.
لقد أدى ارتفاع أسعار الفائدة وضعف الطلب العالمي إلى تفاقم الركود الاقتصادي. أدى تشديد السياسة النقدية العدواني الذي اتخذه البنك المركزي الأوروبي لمكافحة التضخم إلى رفع تكلفة الاقتراض للشركات والمستهلكين، مما أدى إلى تثبيط الاستثمار والإنفاق. في الوقت نفسه، أدى التباطؤ الاقتصادي العالمي، الذي يدفعه عوامل مثل ارتفاع أسعار الفائدة والتوترات الجيوسياسية والتضخم، إلى انخفاض الطلب على الصادرات الألمانية، وهو المحرك الرئيسي للاقتصاد الألماني.
يمكن أن تكون عواقب ذلك على ألمانيا وأوروبا عميقة، مع احتمال زيادة البطالة، وتباطؤ النمو، وعدم الاستقرار السياسي. نظرًا لأن ألمانيا تعد واحدة من أكبر اقتصادات أوروبا، فإن تراجعها الاقتصادي له تأثير متسلسل على الدول الأخرى في المنطقة. قد يؤدي الركود إلى فقدان الوظائف، حيث تقوم الشركات بتخفيض التكاليف للتعامل مع العاصفة، مما يؤدي إلى تفاقم التوترات الاجتماعية وزيادة العبء على أنظمة الرعاية الاجتماعية الحكومية. سيساهم تباطؤ النمو في ألمانيا في تباطؤ النمو في منطقة اليورو ككل، مما يحد من قدرة البنك المركزي الأوروبي على رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر وربما يعوق جهوده لمكافحة التضخم. يمكن أن تؤدي الركود الاقتصادي في كثير من الأحيان إلى عدم الاستقرار السياسي، حيث تواجه الحكومات ضغطًا متزايدًا لتنفيذ سياسات تخفف من الصعوبات الاقتصادية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى جمود سياسي أو حتى تغييرات في الحكومة.
هل تستطيع ألمانيا تجاوز هذه العاصفة؟ انضم إلينا بينما نستكشف تعقيدات هذه الألغاز الاقتصادية ونبحث عن مسارات محتملة للمضي قدماً.
أسهم الطاقة الأوروبية تتألق
وجدت أسهم قطاع الطاقة عالميًا دافعًا للصعود خلال الآونة الأخيرة في ضوء الارتفاع الملحوظ في أسعار النفط. فقد ارتفعت أسعار خام برنت يوم أمس الخميس إلى أعلى مستوى لها في سبع سنوات عند حوالي 90 دولار للبرميل، حيث دعمت الأزمة الأوكرانية الأسعار على الرغم من مخاوف الطلب.
في هذا السياق، يهمل الكثيرون النظر إلى تحركات أسعار أسهم قطاع الطاقة الأوروبية، لذا نلقي نظرة من خلال هذا التحليل على سهم بريتيش بتروليوم BP.
قد تبنى السهم السهم الاتجاه الهابط منذ مايو 2018، لنشهد انعكاس للاتجاه في نوفمبر 2020 بسيطرة واضحة من قبل الثيران. هذا وبالرغم من محاولات أسعار النفط للتصحيح، إلا أن النظرة الإيجابية على الأسعار لا تزال قائمة مما يتيح فرص شرائية على أسهم الطاقة في أعقاب محاولات التصحيح على أسعار النفط.
يتداول سهم بريتيش بتروليوم BP حول 380 جنيه إسترليني داخل قناة سعرية صاعدة مما يشير إلى احتمالية استمرار ارتفاع الأسعار. من المرجح أن يستهدف السهم مستوى 440.60 على المدى المتوسط بما يتوافق مع مستوى 61.80% من تصحيح فيبوناتشي.
ماذا يجب أن تعرفه عن اليورو على ضوء تصريحات دراغيتراجع اليورو مقابل معظم العملات الرئيسية بشكل حاد وخاصة الدولار الأمريكي خلال الحصة الماضية حيث قفز الزوج من مستويات فوق 1.13 إلى ما دون 1.1180 في غضون بضع ساعات كأدنى مستوى منذ شهر يويو لسنة 2017،
وذلك عقب تصريحات ماريو دراغي، الذي أعلن عن خطط جديدة لدعم النمو في منطقة اليورو من خلال إطلاق حزمة من المساعدات الموجهة للبنوك. وتأتي هذه الإجراءات عقب انخفاض معدلات النمو والتضخم في منطقة اليورو
دون النسب المستهدفة، في محاولة لدفع عجلة النمو.
تهدف الإجراءات الجديدة للبنك المركزي الأوروبي إلى تسهيل عملية الإقراض وإعادة التمويل التي قد تمتد إلى الربع الأول من سنة 2021. بالإضافة لتخفيض التوقعات المتعلقة بنسب النمو خلال السنوات الثلاث المقبلة مع تخفيض نسب النمو
المتوقعة لسنة 2019 من 1.7% إلى 1.1%. بالإضافة إلى تأجيل النظر في معدلات الفائدة إلى نهاية السنة بعد أن كان الموعد المحدد لذلك شهر يونيو المقبل.
بالرغم من أنه لم يكن أحد ينتظر إجراءات تشددية من دراغي نظراً للبيانات السيئة الصادرة من منطقة اليورو، إلا أن الانخفاض الكبير لليورو الذي فاق 140 نقطة أمام الدولار، يعكس القلق الكبير في الأسواق اتجاه المستقبل الاقتصادي للاتحاد الأوروبي
حيث لم تتوقع هذه الأخيرة إطلاق برنامج مالي تحفيزي جديد وخاصة أنه لم يمضي سوى بضعة أشهر على إيقاف عملية شراء السندات.
على المدى المتوسط يتوقع أن يستمر الاتجاه الهابط الحالي لليورو مقابل الدولار الأمريكي في ظل المستجدات الأخيرة والوضع القوي للدولار الأمريكي على ضوء بيانات الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة الماضية، وخاصة في حالة التوصل إلى اتفاق مع
الصين حول التبادل التجاري.
ينتظر اليوم ان يتم الإعلان عن أرقام الوظائف بالقطاع غير الزراعي في الولايات المتحدة، أي رقم يفوق التوقعات قد يدفع زوج اليورو/الدولار الأمريكي إلى مستويات دنيا جديدة مع استهداف مستوى 1.1130 – أدنى مستوى محقق في 20 يونيو 2017 –
ثم مستوى 1.1040 الهدف السعري لاختراق المثلث الهابط المكون منذ بداية السنة الحالية.
وعلى الجانب الآخر، في حالة كانت الأرقام دون التوقعات قد نرى ارتداداً للزوج نحو منطقة 1.13، حيث سيجد مقاومة كبيرة من خط الاتجاه القادم من منطقة 1.25 - أعلى مستوى مسجل في سنة 2018 -.
اليورو/الدولار الأمريكي: الدببة في السيطرةتراجع زوج اليورو/الدولار الأمريكي لليوم الثالث على التوالي بعد أن ارتد من منطقة 1.14، ما يعني أن الدببة لا تزال تسيطر على الزوج في ظل تزايد قوة الدولار وعدم وجود بيانات اقتصادية تدعم العملة الأوروبية، بالرغم من أن مؤشر مدراء المشتريات للخدمات كان أفضل من المتوقع نسبياً.
على الإطار اليومي، لا تزال النظرة السلبية مسيطرة حيث أن الزوج دون المتوسطين المتحركين 50 و100. ويتداول حالياً عند منطقة 1.1325 التي تشكل المستوى 50% من تصحيح فيبوناتشي للتجاه الصاعد الأخير.
توجد منطقة الدعم حالياً عند مستوى 1.1325، في حالة فشل الزوج في تأمين هذه المنطقة، سيكون الهدف التالي المستوى 1.13.