هل الطلب العالمي على النفط هو مفتاح استقرار أسواق الطاقة؟في المشهد المعقد لأسواق الطاقة العالمية، يظل سؤال الطلب على النفط لغزًا محوريًا. إذ تحركه مجموعة من التوترات الجيوسياسية واستراتيجيات إنتاج أوبك+ والعوامل الاقتصادية، يشكل الطلب العالمي على النفط نسيجًا معقدًا يرسم مستقبل أسواق الطاقة.
لطالما كانت الأحداث الجيوسياسية، وخاصة في الشرق الأوسط، عاملًا رئيسيًا في تقلب أسعار النفط. وقد سلط تصاعد التوترات مؤخرًا الضوء مرة أخرى على التوازن الحساس بين الاستقرار الجيوسياسي وإمدادات النفط العالمية. فكلما زادت المخاطر الجيوسياسية، ارتفعت أسعار النفط، مما يؤثر على المستثمرين في الأوراق المالية المرتبطة بالنفط مثل صندوق الولايات المتحدة للنفط (USO).
لكن العوامل الجيوسياسية ليست سوى جزء من اللغز. تلعب منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها، المعروفون باسم أوبك+، دورًا حيويًا في تنظيم الإمدادات العالمية للنفط. قرارات الإنتاج التي تتخذها، والتي غالبًا ما تكون متأثرة بالاعتبارات الاقتصادية والضغوط الجيوسياسية، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على أسعار النفط وبالتالي على الطلب العالمي عليه.
إلى جانب التوترات الجيوسياسية وديناميات أوبك+، تلعب العوامل الاقتصادية أيضًا دورًا حيويًا في تشكيل الطلب العالمي على النفط. فالاقتصاد العالمي، بطبيعته الدورية، يؤثر على استهلاك الطاقة. خلال فترات النمو الاقتصادي، يميل الطلب على النفط إلى الارتفاع، بينما في فترات الركود الاقتصادي ينخفض الاستهلاك.
التفاعل بين المخاطر الجيوسياسية واستراتيجيات أوبك+ والعوامل الاقتصادية يخلق بيئة معقدة وديناميكية لسوق النفط العالمي. لذلك، فإن فهم هذه العلاقات المتشابكة هو مفتاح النجاح للمستثمرين في هذا القطاع.
Opec
هل انتهى صعود النفط؟تراجعت أسعار النفط بشكل ملحوظ في أعقاب الأنباء عن سلالة جديدة من فيروس كورونا قد ظهرت في جنوب أفريقيا، مما أثار المخاوف بشأن توقعات الطلب مجددًا. هذا فقد هبط خام برنت بنسبة 11.41% إلى 72.86 دولار للبرميل، كما هبطت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 12.63% ليتداول عند 68.16 دولار للبرميل. فهل يعني ذلك انتهاء الصعود المستمر في أسعار النفط؟؟
الجانب الأساسي:
تسيطر على أسواق النفط عناوين رئيسية أهمها; إعلان الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي عن إطلاق مليون برميل من احتياطاتها الاستراتيجية، مع تحركات مماثلة من قبل الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة، وذلك بعد أن رفضت أوبك+ زيادة المعروض النفطي.
هذا وسيتم مراقبة اجتماع أوبك+ هذا الأسبوع الذي يستمر ليومين عن كثب لمعرفة ما إذا كانت المنظمة ستلتزم بخطتها للمضي قدمًا في زيادة الإنتاج بشكل تدريجي، على الرغم من بعض المعارضة من قبل المملكة العربية السعودية بشأن قرار الولايات المتحدة واليابان والهند وغيرها بالإفراج عن مخزونات النفط.
الجانب الفني:
لاتزال أسعار الخام الأمريكي USOIL ملتزمة بتداولاتها داخل القناة السعرية الصاعدة Ascending channel بالرغم من الهبوط القوي في الآونة الأخيرة. لذا، أرجح استمرار الصعود على المدى المتوسط إلى الطويل واعتبار الهبوط تصحيحيًا على المدى القصير فقط بشرط استمرار تداولات الأسعار أعلى مستوى الدعم 66.15 دولار للبرميل أما في حال كسر مستوى الدعم المذكور، قد يمتد الهبوط إلى 62.40 دولار للبرميل.
ضغط سلبي على تحركات النفط يزيد من فرص الهبوطتواجه أسعار النفط ضغطا سلبيا دفع بسعر النفط الخام إلى ما دون مستويات 65 دولار للبرميل مع ترقب أجتماع منظمة الأوبق القادم والذي قد يتم التوصل فيه إلى اتفاق يقضي برفع الانتاج قليلا خاصة مع انتشار أخبار عن موافقة السعودية و روسيا على ذلك - وعلى الرغم من عدم موافقة إيران وفينزويلا على ذلك
فنيا السعر استطاع كسر الدعم متوسط المدى 66.40 وتدجاوز المتوسط المتحرك 100 يوم مع جني زخم سلبي
السعر حاليا يختبر حاجز 65 دولار للبرميل والذي مع تجاوزه تزيد فرص استمرار الهبوط إلى مستويات 61.65 دعم قاع 6 ابريل الماضي
النفط يرتد هبوطا وقد يستهدف مستويات 67.10$ للبرميلالنفط الخام بعد تسجيله لمستويات 73 ثعودا يعود من جديد للهبوط وصولا إلى مستويات تداوله الحالية عند 86.75
وزير الطاقة السعودي خالد الفالح يوم الجمعة ان الرياض وموسكو على استعداد لتخفيف خفض الانتاج لتهدئة مخاوف المستهلكين بشأن كفاية المعروض
وقال الامين العام لاوبك محمد باركندو ان منظمة أوبك تناقش تخفيف خفض انتاج النفط بعد تغريدة ترامب. الذي قال فيها إن "أوبك" عززت بشكل مصطنع أسعار النفط.
وهذا يؤثر سلبيا على الأسعار في الوقت الحالي
فنيا السعر استطاع تجاوز مستويات المتوسط المتحرك 200 على الأربع ساعات، والمحطة القادمة لتحركات السعر ستكون 67.10 إلى 66.35 مع اتمرار وتيرة الهبوط الحالية