هل يمكن لمنجم واحد في أيداهو كسر قبضة الصين على دفاعات أمريكا؟برزت شركة Perpetua Resources Corp. (ناسداك: PPTA) كلاعب أساسي في مساعي الولايات المتحدة نحو الاستقلال المعدني من خلال مشروع Stibnite Gold في أيداهو. حصلت الشركة على دعم كبير بلغ 474 مليون دولار من التمويل الأخير، بما في ذلك استثمارات من Paulson & Co. وBlackRock، بالإضافة إلى أكثر من 80 مليون دولار من وزارة الدفاع الأمريكية. يعكس هذا الدعم الأهمية الاستراتيجية للمشروع، الذي يهدف إلى إنتاج الذهب والأنتيمون، واستعادة مواقع التعدين القديمة، وتوفير أكثر من 550 وظيفة في المناطق الريفية من أيداهو.
شهد المشهد الجيوسياسي تحولًا كبيرًا لصالح Perpetua بعد فرض الصين قيودًا على تصدير الأنتيمون في سبتمبر 2024. تسيطر الصين على 48% من إنتاج الأنتيمون العالمي و63% من واردات الولايات المتحدة منه. وقد كشف حظر بكين على المبيعات إلى أمريكا عن نقاط ضعف حاسمة في سلاسل التوريد. يمثل مشروع Stibnite المصدر المحلي الوحيد للأنتيمون في أمريكا، مما يضع Perpetua في موقع يمكنها من تزويد 35% من احتياجات الولايات المتحدة من الأنتيمون، وتقليل الاعتماد على الصين وروسيا وطاجيكستان التي تسيطر مجتمعة على 90% من الإمدادات العالمية.
تتجاوز الأهمية الاستراتيجية للأنتيمون حدود السلع التعدينية التقليدية، إذ يعد مكونًا أساسيًا في تقنيات الدفاع مثل الصواريخ، ومعدات الرؤية الليلية، والذخيرة. تحتفظ الولايات المتحدة حاليًا بمخزون يبلغ 1,100 طن فقط مقابل استهلاك سنوي قدره 23,000 طن، مما يبرز النقص الحاد في الإمدادات. ارتفعت أسعار الأنتيمون عالميًا بنسبة 228% في عام 2024 بسبب هذا النقص، في حين زادت النزاعات في أوكرانيا والشرق الأوسط من الطلب على المواد المرتبطة بالدفاع.
يجمع المشروع بين التنمية الاقتصادية والاستعادة البيئية، باستخدام تقنيات متقدمة لعمليات منخفضة الكربون، والتعاون مع شركات مثل Ambri لتطوير أنظمة تخزين الطاقة ببطاريات معدنية سائلة. وضع المحللون هدف سعر متوسط لسهم PPTA يبلغ 21.51 دولار، مع أداء حديث أظهر قفزة بنسبة 219% تعكس ثقة السوق في الموقف الاستراتيجي للشركة. ومع الانتقال إلى الطاقة النظيفة وزيادة أولوية السياسات الأمريكية للإنتاج المحلي للمعادن الحرجة، تقف Perpetua Resources عند تقاطع الأمن القومي، والتنمية الاقتصادية، والابتكار التكنولوجي.