ما التالي بعد الخلاف العلني بين ترامب وإيلون ماسك؟تعرّض سهم تسلا لانخفاض حاد الأسبوع الماضي عقب اندلاع خلاف علني بين اثنين من أبرز الشخصيات تأثيرًا في المشهد الأمريكي المعاصر. والآن، يجد المستثمرون والمتداولون أنفسهم أمام تساؤلات جوهرية حول ما قد يحمله المستقبل.
عندما يتحول الحلفاء إلى خصوم
بدأت موجة التراجع في سهم تسلا بعد تصاعد التوتر القائم منذ فترة طويلة بين إيلون ماسك ودونالد ترامب ليصل إلى العلن. فقد أدت تهديدات ترامب بإنهاء العقود الفيدرالية والدعم الحكومي إلى زعزعة ثقة المستثمرين، وأثارت شكوكًا حول مستقبل ارتباط تسلا بمشاريع البنية التحتية والفضاء التي ترعاها الحكومة الأمريكية.
ومع ذلك، فإن هذا النوع من الصدام قد يكون مكلفًا لكلا الطرفين بشكل يصعب تحمّله على المدى الطويل. فترامب، من جانبه، يخاطر بإحداث اضطراب في إحدى ركائز الابتكار والدفاع الوطني إذا ما ضغط بشدة على ماسك. في المقابل، لا يملك ماسك مصلحة حقيقية في قطع العلاقات التي تموّل مشاريع سبيس إكس وتوفر الغطاء السياسي لنشاطات تسلا داخل الولايات المتحدة.
من المرجّح أن تترقّب الأسواق بوادر تهدئة خلف الكواليس، حتى في ظل استمرار التصعيد الإعلامي. بالفعل، خفّف ماسك من لهجته بعد تهديده بوقف المهام المرتبطة بوكالة ناسا، كما يبدو أن ترامب، المعروف بسعيه للهيمنة دون التسبب في اضطرابات اقتصادية، قد تراجع عن مزيد من التصعيد العلني. وبالتالي، ينبغي على المتداولين الانتباه ليس فقط لما سيُقال لاحقًا، بل لما لن يُقال أيضًا.
تدهور في المؤشرات الفنية
الانخفاض الحاد الأسبوع الماضي أنهى بوضوح موجة الانتعاش التي استمرت لمدة شهر تقريبًا في سهم تسلا. فمن منتصف أبريل وحتى نهاية مايو، ارتفع السهم بأكثر من 60% بدعم من التفاؤل بتجدد الزخم في أسهم التكنولوجيا الأمريكية. إلا أن هذا الاتجاه الإيجابي قد تم كسره بشكل حاسم.
ففي جلسة الخميس، هبط السهم بشكل حاد مخترقًا كلًّا من المتوسطين المتحركين لـ50 و200 يوم، وجاء ذلك مصحوبًا بزيادة كبيرة في حجم التداول. الأهم من ذلك أن السعر كسر خط الاتجاه الصاعد الذي استمر طوال شهر مايو، وهو ما يُعد إشارة فنية واضحة على احتمال انعكاس في الزخم. كما بدأ مؤشر القوة النسبية (RSI) في التراجع، لكنه لا يزال أعلى من منطقة التشبّع البيعي، مما يشير إلى وجود مساحة لمزيد من التراجع في حال استمرار ضعف المعنويات.
من منظور تداولي، تُعتبر قمم مايو الآن منطقة المقاومة الأولى، في حين يُمثل القاع المزدوج المتكوّن خلال شهري مارس وأبريل منطقة دعم رئيسية. من المرجح أن تلعب هذه المنطقة دورًا حاسمًا في تحديد ما إذا كانت هذه الحركة مجرد اضطراب سياسي مؤقت، أم بداية لتصحيح أعمق في السهم.
الرسم البياني لسهم Tesla (TSLA)
الأداء السابق لا يُعد مؤشرًا موثوقًا للنتائج المستقبلية
إخلاء المسؤولية: ان هذا المقال هو لأغراض تعليمية فقط. لا تشكل المعلومات المقدمة نصيحة استثمارية ولا تأخذ في الاعتبار الظروف المالية الفردية أو أهداف أي مستثمر. أي معلومات قد يتم تقديمها فيما يتعلق بالأداء السابق ليست مؤشرًا موثوقًا به للنتائج أو الأداء المستقبلي.
إن 71%–82.67% من حسابات المستثمرين الأفراد تخسر الأموال عند تداول العقود مقابل الفروقات مع كابيتال دوت كوم غروب. يجب أن تفكر مليّاً فيما إذا كنت تفهم آلية عمل العقود مقابل الفروقات وما إذا كان بإمكانك تحمل المخاطر العاليّة المتمثلة في خسارة أموالك.
