النفط... بين أمواج إليوت ونيران الجغرافيا السياسيةكأننا نعيش حلقة جديدة من مسلسل "اللعبة الكبرى"، لكن البطل هنا هو النفط الخام، ذلك الكائن الذي يتحرك بخطى السياسة أكثر من الفيزياء.
منذ التسعينات، كان النفط يسير بموجاته الخمس كما لو أنه يرقص على أنغام "إليوت" نفسه. الموجة الأولى كانت خجولة، الثانية تصحيحية، الثالثة عنيفة، والرابعة هادئة كأنها استراحة مقاتل... حتى وصلنا إلى الموجة الخامسة الكبرى التي أوصلت الأسعار إلى ذروتها في 2008.
ثم دخلنا دهاليز التصحيح الطويل... من (a-b-c) حتى قاع كورونا، ومن هناك بدأت قصة جديدة لم تُكتب نهايتها بعد.
اليوم، يبدو أن الموجة (3) القادمة على وشك أن تشتعل، هدفها فوق 260 دولار للبرميل — رقم قد يبدو جنونيًا، لكن التاريخ يحب التكرار... خاصة عندما تتكرر الأخطاء نفسها.
السياسة؟
الشرق الأوسط يغلي كقدر ضغط... مضيق هرمز، أوكرانيا، الصين والولايات المتحدة يتبادلان أوراق اللعب في سوق الطاقة. كل حدث عسكري أو قرار في أوبك ليس سوى "شمعة" جديدة على الرسم البياني.
النفط لا يتداول على العرض والطلب فقط — بل على الخوف، النفوذ، والتوازنات الخفية بين القوى الكبرى.
ومع ذلك، هناك احتمال مظلم — الموجة الرابعة (4) القادمة قد تكون هزة قوية، تصحيح عميق قبل الانفجار الأخير نحو الموجة (5)...
فهل نحن أمام آخر صعود تاريخي للنفط قبل عصر الطاقة الجديدة؟
أم أنها مجرد خدعة من السوق لجعلنا نطارد الوهم الأخير؟
الزمن فقط سيكشف، لكن المؤشرات الفنية والقراءات الزمنية على الشارت تهمس أن القادم لن يكون عادياً.
النفط يستعد للعودة إلى المسرح، وهذه المرة... العرض سيكون ناري.
